إدارة وتطوير
الاستراتيجيات الثمان لتُفكر مثل العباقرة..!
د. محمد العوبثاني
الاحد 24 رجب 1432 الموافق 24 يوليو 1432
يمكنك استخدام الاستراتيجيات ذاتها التي استخدمها أرسطو وأنشتاين لتسخير قوى عقلك وتفكيرك الإبداعي لإدارة مستقبلك بشكل أفضل.
إن الاستراتيجيات الثماني التاليةَ تشجعك للتفكير بشكل فاعل من أجل التوصل إلى حلول للمشاكل.
"وهذه الاستراتيجيات شائعة بالنسبة لأساليب تفكير العباقرة المبدعين في مجال العلوم والفنون على مر التاريخ".
الاستراتيجية الأولى: انظر إلى المشاكل بطرق عديدة ومختلفة, وأوجد جوانب جديدة لم يتطرق إليها أحد (أو لم يعلن عنها أحد!).
لقد رأى ليوناردو دافنشي أنك إذا أردت اكتساب المعرفة عن مضمون مشكلة ما، فإنه عليك أن تبدأ من خلال التعلم حول كيفية إعادة هيكلة هذه المشكلة بطرق عديدة ومختلفة.
لقد شعر أن الطريقة الأولى في النظر إلى المشكلة، تكون غير موضوعية بشكل كبير. ففي كثير من الأحيان نجد أن ذات المشكلة تعاد هيكلتها، وتصبح مشكلة جديدة.
الاستراتيجية الثانية: استعمل الصيغ التصويرية!
عندما كان أينشتاين يفكر في حل مشكلة ما، فقد كان يجد أنه من الضروري أن يصوغ موضوعه بأكبر عدد من الطرق، بما في ذلك استخدام الرسم البياني. وفي النهاية يقدم حلولًا مصورة دون حاجة لاستخدام أرقام وكلمات لم تلعب دورًا ذا أهمية في عملية التفكير لديه.
الاستراتيجية الثالثة: أنتج.......
الإنتاجية صفة مميزة للعبقري، فقد سجل توماس أديسون 1093 اختراعًا. لقد عمل على تشجيع وضمان استمرار الإنتاجية من خلال تحديد حصص معينة أو عدد معين من الأفكار التي يجب عليه وعلى الفريق الذي يعاونه أن يأتوا بها.
وفي دراسة قام بها (دين كيث سيمونتون) من جامعة كاليفورنيا في ديفيز، شملت 2036 عالمًا عبر التاريخ، وجد فيها أن أعظم العلماء هم ليسوا الذين ينتجون الأعمال الجيدة فحسب؛ بل الكثير من الأعمال السيئة أيضًا. إن هؤلاء العلماء لم يكونوا يخافون الفشل أو إنتاج أعمال متوسطة الجودة، وذلك على طريق الوصول إلى تحقيق الأعمال الممتازة.
الاستراتيجية الرابعة: اصنع مجموعات جديدة.
امزج وأعد تجميع الأفكار، والصور، واحصل منها على مجموعات أو تشكيلات مختلفة، بغض النظر عن غرابتها أو خروجها عن المألوف.
إن قوانين الوراثة التي يقوم على أساسها علم الجينات الحديث، جاء بها القس النمساوي (جريغور منديل)، الذي قام بالجمع ما بين علم الرياضيات وعلم الأحياء للوصول إلى مبادئ وقوانين جديدة في علم الوراثة.
الاستراتيجية الخامسة: كوّن علاقات، وأنشئ روابط بين المواضيع، مهما بدت لك غير متشابهة.
فقد أوجد (دافينتشي) علاقة ما بين صوت الجرس وبين صوت الحجر الذي يسقط في الماء. وقد مكنّه ذلك من الربط واستنتاج حقيقة أن الصوت ينتقل على شكل موجات.
وقد قام (سامويل مورس) باختراع محطات المتابعة الخاصة بإشارات التلغراف، وذلك من خلال ملاحظته لمحطات المتابعة الخاصة بالخيل.
الاستراتيجية السادسة: فكر بالمتضادات.
لقد اعتقد الفيزيائي (نيلز بور) أنك إذا درست شيئين متضادين فإن مستوى تفكيرك يرتفع نتيجة لذلك.
لقد أدت نظرته للضوء كجزيء وكذلك كموجة إلى توصله إلى مبدأ التكاملية.
إن تعليق الفكر (المنطق) قد يسمح لعقلك بأن يخلق شكلًا جديدًا.
الاستراتيجية السابعة: فكّر بشكل مجازي.
لقد اعتبر (أرسطو) أن استعمال المجاز أو الاستعارة هو من علامات العبقرية.
كما أنه اعتقد أن الشخص الذي يملك القدرة على الإحساس بأوجه التشابه ما بين حالتين منفصلتين من الكينونة، وعلى ربطهما ببعضهما، لا بد أن يكون شخصًا ذا مواهب متميزة.
الاستراتيجية الثامنة: الاستعداد للفرصة.
كلما حاولنا القيام بشيء ما وفشلنا، نلجأ إلى القيام بشيء آخر.
وهذا هو المبدأ الأول للصدفة الإبداعية. إذ يمكن أن يكون الفشل مُنتجًا بمجرد عدم اعتباره شيئًا أو نتيجة عقيمة. إذ يجب علينا تحليل العملية ومحتوياتها ومعرفة كيفية تغييرها للوصول إلى نتائج أخرى. وأن لا نطرح السؤال: "لماذا فشلت؟", بل: "ما الذي قمت به؟