(( ملك .. أنا ))

(( ملكُُ أنا))

ملكُُ أنا .. والكائناتُ جنودي
والشمسُ تاجي.. والنجوم حدودي
وفضاءُ هذا الكون مسرح خطوتي
وعلى الكواكب مجلسي وقعودي
ملكُُ أنا فوق السهول , وفي الربى
وعلى مدار الخافقين بنودي
*** *** *** ***
كالصقر أسمو في الحياة محلقاً
وإلى السماء معارجي وصعودي
في الشرقِ , أو في الغربِ من هذي الدنا
آثارُ خطوي أو سمات جهودي
وعلى جبيني من شموسِ هدايةٍ
ِسيماءُ إجلالٍ من التوحيد
*** *** *** ***
قلبي "الرياض" ومقلتاي هي "الحسا"
وفمي "الحجاز" و "عرعرُُ" عنقودي
وجبال "أبها" الشامخات أضالعي
و "الساحل الشرقي" نبض وريدي
و"تبوكُ" أجفاني "وصامطةُُُ ُ" يدي
و"عنيزةُ ُ" كبدي و" صبيا " فُودي
*** *** *** ***
وهوى" المدينة" في فمي أنشودة
عطرية الأصداء والتغريد
نفسي وأنفاسي "القصيم" و" جدة"
وجبال "فيفا" شامة بخدودي
و" الطائف" المأنوس راحة ناظري
و الفل في " جازان " عطر برودي
وتراب هذي الأرض كحل محاجري
ومياه زمزم إن ظمئتُ ورودي
ومآذن البيت الحرام معالمي
وصدى الأذان العذب من ترديدي
والكعبةُ الغراءُ..وجهة قِبلتي
وعلى ثراكِ الطهر كان سجودي
وحرارة الصحراء وهج عزيمتي
حلمُُ يُداعب مقلة التسهيدِ
والسدُّ في"نجران"في تشييده
غصنُُ يُطوق بالمحبةِ جيدي
والباسقات من النخيل وقد سمت
خيمُُ تُظلل غربتي وهجودي
"وبحائل" حيث المكارمُ والقِرى
أنس الغريب و راحة المكدودِ
وبكل ناحيةٍ .. وكلِّ محلةٍ
وكرُُ لصقرٍ أو عرين أُسودِ
لي موطن تزهو الحياة بذكره
هو في عيون المجد ِسفرُ خلودِ
والراية الخضراء زهو بطولةٍِ
سيفُُ يُقبّلُ جبهة التوحيد
*** *** *** ***
فإذا تفاخرت الرجال بموقفٍ
كان الفخار برائع التشييد
فأذا أنتُدبت إلى المروءة والندى
ابصرت كل العالمين وفودي
كم ممحلٍ في الأرض غادره الحيا
قد بات يُخصب من سحائب جودي
فأذا بسمتُ فرحمة.. ومحبةً
وإذا غضبت فزمجرات رعودِ
وإذا نطقت فحكمة ودراية
وإذا نظرت فنظرة لبعيدِ
وإذا مشيت على الدروبِ فخطوة
موزونة تحتل سمع البيدِ
لي في رسول الله أعظم قدوةٍ
وبكل شهمٍ فارسٍ صنديدِ
أمضي أُشيدُ في البلآدِ حضارةً
بعزيمةٍ أقسى من الجلمودِ
*** *** *** ***
سيّان أهل بداوةٍ وحضارةٍ
لا فرق بين مسوّدٍ .. ومسودِ
يا أيها الوطن المعّرش في دمي
من أين أبدا في هواك قصيدي
لو كان لي حال الصبابة والهوى
مليون ثغر ما حواك نشيدي
فإذا ذكرتك في حروف قصائدي
زهت الحروف بذكرك المحمودِ
*** *** *** ***
أركضت في عينيك مُهر قصائدي
فغدا يُباري في الخطى تنهيدي
قلبي يُترجمُ عن هواك ومقلتي
تشدوا وثغر الشعر في ترديدي
شرفُ القصيدةِ أنها في نظمها
عبرت حدود هواك دون جهودي
ورسائلُ الأشواق إن أرسلتها
كتبُُ يضيقُ بحملهن بريدي
لو أن حبَّك كالجراح بخافقي
لتركته يغلي بلا .. تضميدِ
أو كان مثل القيد يُرهقُ معصمي
سأظلُ منكباً أُقبلُ قيدي
أألامُ في حبي وفرط صبابتي
من ذا يلومُ العاشق المفئودِ
لولم يكن قتل النفوسِ محرماً
لنزعتُ قلبي وأقتلعتُ وريدي
أوليتني منك الرعاية و الهوى
وعلى كفوفك قد تبرعم عودي
لولاك يا وطنُ السماحةِ والهوى
ما كان يُعرفُ في الزمانِ وجودي
أمنُُ .. وإيمانُُ وباذخ عيشةٍ
يعيا بوصف نعوتها تحديدي
نعمُُ تُقاس إذا نظرت خلالها
بالشكرِ للمولى وبالتحميدِ
صنعُُ..وإنجازُُ..ومجدُ حضارةٍ
عقدُُ يؤلفُ حاضراً بجديدي
والنهرُ أعذبُ مايكونُ حلاوةً
إن صافحته راحةُ الأُملودِ
وكأن كل مدينةٍ..ومدينةٍ
مثل الغواني في لباس العيدِ
صورُُ مُنمقة الجمال بهيئةٍ
كالدرِ او كاللؤلؤِ المنضودِ
نفطُُُ ُ يقول الناس عنك تخرساً
نفطي دمي ..وسنى الكتاب وقودي
ما نلت من فخرٍ وعزِ مكانةٍ
إلاّ لأني في الحياة .. (سعودي)
بالغت أو غاليت تلك حقيقةُُُُ ُ
سأظل ُّ أرويها وتلك شهودي
غنيتُ حتى لم أدع لمُغردٍ
بعدي الغناء ولا صدىً لمعيدي
*** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** ***
شعر الأستاذ/ محمد بن جبريل العكّام (بديع الأثل)
جازان – البديع والقرف